الاتحاد الاوروبي يخاطر بتحويل بطولته القارية إلى وجبة رديئة بزيادة عدد الفرق

الاتحاد الاوروبي يخاطر بتحويل بطولته القارية إلى وجبة رديئة بزيادة عدد الفرق








ا قيمت 22 مباراة وأوشكت مرحلة المجموعات في بطولة اوروبا لكرة القدم 2012 على الاكتمال وبوسع المنظمين أن يزعموا ولديهم سند قوي أن المستوى ارتقى ليفوق التوقعات التي سبقت النهائيات.


وبقي التنافس في جميع المجموعات الأربع محموما وجرت مباريات مثيرة ولم تحسم سوى مباراة واحدة بانتصار ساحق ويمكن الاستشهاد بجماهير اسبانيا والمانيا لنعرف مدى ما أصابها من قلق.


لكن البطولة قد لا تكون بمثل هذا القدر من الإثارة بعد أربع سنوات بعد أن قرر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم عدم الاستمرار في هذا النهج الناجح وسيرتفع عدد الفرق المشاركة إلى 24 فريقا.


وقد يأتي القرار الذي قدم ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي مبررات له أمس الاثنين بنتائج عكسية.


فجمال بطولة اوروبا 2012 والنسخة التي سبقتها في النمسا وسويسرا قبل أربع سنوات كان في الأهمية الخاصة لكل مباراة مع بقاء الحسم في المجموعات المختلفة معلقا حتى الوقت المحتسب بدل الضائع من مباريات الجولة الأخيرة.


وتأهل الفريقان المرشحان للقب اسبانيا والمانيا لدور الثمانية لكن كلا منهما كان يمكن بسهولة أن يجد نفسه خارج البطولة بعد منافسة قوية في الجولة الأخيرة من كرواتيا والدنمرك على الترتيب.


وهناك من لم يحالفه الحظ.


وودعت روسيا البطولة رغم أدائها المبهر في المباراة الأولى ضد جمهورية التشيك وذلك بعد أن تلقت هزيمة مفاجئة أمام اليونان في الجولة الثالثة.


وسواء نجحت اسبانيا أو فشلت في الاحتفاظ باللقب سيكون بوسع المشجعين الحاضرين وملايين المشاهدين عبر التلفزيون حول العالم أن يشعروا بالرضا من المتعة التي تقدمها فرق الصفوة في القارة.


لكن في النسخة المقبلة بفرنسا بعد أربع سنوات لن تصبح البطولة بهذه الإثارة وستصل بعض الفرق لمجرد إكمال العدد.


ويهدد استحواذ الفرق الكبرى بتحويل البطولة من وجبة دسمة إلى وجبة رديئة مع توقع مباريات غير مهمة تشارك فيها فرق مثل جمهورية الجبل الأسود واستونيا وهما من الفرق التي كانت ستتأهل غالبا لبطولة 2012 لو أن عدد المشاركين 24 فريقا.


ولم يتحدد بعد نظام البطولة المقبلة ويرجح أن تتكون من ست مجموعات في كل منها أربعة فرق ليقام بعد ذلك دور الستة عشر وهو ما يعني أن الفرق الكبرى لن تجد صعوبة في تجاوز مرحلة المجموعات.


وستتكون مرحلة المجموعات من 36 مباراة ستنتهي برحيل ثمانية فرق عن البطولة. وسيتحدد البطل في المباراة رقم 51.


ودافع بلاتيني عن القرار هذا الأسبوع وأشار إلى وجود قدرات كافية في كرة القدم الاوروبية.


وقال بوسعنا إضافة ثمانية فرق أخرى بنفس قوة الموجودين وسنحصل على مباريات قوية في دور الستة عشر أيضا. من المهم بالنسبة للفرق (التي ستضاف للبطولة) أن تتأهل. إنه أمر جيد للاتحادات الوطنية ولتطورها.


لكن مثلما ظهر في كأس العالم ستؤدي زيادة عدد الفرق المشاركة إلى الحد من أهمية إنجاز التأهل للبطولة.


وارتفع عدد فرق كأس العالم إلى 24 فريقا في نهائيات 1982 لتقام مباريات في مرحلة المجموعات الأولى قبل أن تقام مرحلة أخرى للمجموعات.


وفي كأس العالم 1986 زاد عدد المجموعات إلى ست ليقام بعدها دور الستة عشر واستخدم نفس هذا النظام في نهائيات إيطاليا 1990 التي اعتبرت واحدة من أسوأ النهائيات بسبب كرة القدم المملة التي قدمت فيها.


ومنذ نهائيات 1998 أصبحت نهائيات كأس العالم تتكون من 32 فريقا لكن بدا واضحا في نهائيات جنوب افريقيا قبل عامين تحول مباريات إلى استعراض للأداء المتواضع.


وستمثل بطولة اوروبا 2012 علامة فارقة في المستوى.


ففي هذه البطولة كانت المانيا التي انتصرت في أول مباراتين تعرف أنها قد تخرج في حالة الخسارة أمام الدنمرك في المباراة الثالثة.


كما واجهت اسبانيا وإيطاليا خطر الخروج من المجموعة الثالثة أمس.


وبعد أربع سنوات ستضمن معظم الفرق التأهل لدور الستة عشر قبل بداية الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات وهو ما قد يعني إشراك لاعبي الصف الثاني وربما يؤدي إلى ظهور نظرية المؤامرة وقد نشهد مباريات بلا قيمة مثلما حدث بين الارجنتين وهولندا في كأس العالم 2006.

تعليقات